تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السياسة التي اعتمدها النبي والأئمة صلوات الله عليهم فيما يرتبط بالأسماء، هي أن يكون الاسم بذاته يحمل معنىً جميلاً ومطلوباً، وأن يكون له إيحاء رضي وحسن، وأنْ لا يكون مغرقاً في الوحشة والغرابة، بل يكون سلساً وعذباً.
ونحن إنما علمنا باستحباب التسمية بالأسماء المستحسنة منهم صلوات الله عليهم حيث ورد في الخبر: (إنّ أصدق الأسماء ما سمّي بالعبوديّة وخيرها أسماء الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين).
ولذا فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال: (لا يولد لنا ولد إلاّ سميّناه محمّداً فإذا مضى لنا سبعة أيّام، فإن شئنا غيّرنا وإن شئنا تركنا). أنظر الفروع من الكافر الشريف 6: 18، كتاب: العقيقة، باب: الأسماء والكنى ح: 4.
روي في مستدرك الوسائل عن ربعي بن عبد الله أنه قيل لأبي عبد الله: ((جعلت فداك، إنا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك، فقال: إي والله، وهل الدين إلا الحب والبغض! قال الله: ((إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)).
نعم، قد يعدل الإمام إلى التسمية ببعض الأسماء لأجل خصوصية ومصلحة ما.
ومن هنا نأتي للحديث عن الشبهة التي صارت محلا للأخذ والرد وهي تسمية بعض الأئمة لأولادهم بأسماء أعدائهم فهنا نقول:
أولا- إن الأسماء ليست حكراً على أشخاص بأعينهم، بل هي ألفاظ عربية، يختار كل إنسان ما يشاء منها ليطلقه على ولده، أو على أي شيء آخر يعود إليه، أو يرى أن له الحق في تسميته، أو في توصيفه.
ثانيا- إنّ أصل التسمية لم يكن في عصر الأئمة (عليهم السلام) ملحوظا فيها أنّ الإمام سمّى ابنه باسم فلان المخالف، حتى أنّ بعض أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) كان اسمه يزيد أو كان يسمّي ابنه باسم يزيد، ولم يلحظ فيه أنه سمّاه باسم يزيد بن معاوية المعروف بفسقه بين المسلمين عامّة.
ثالثا- إنّ سوء أحوال أعداء أهل البيت في حياتهم لم يكن بهذا الشيوع لسطوتهم وسلطنتهم، ولم تكن فظاعة أساميهم بهذه المرتبة التي نجدها الآن، بل كانت أسماؤهم من الأسماء المأنوسة عند العرب. فلم يكن في التسمية ضيرٌ أصلاً حينها.
رابعا- قد يكون السبب في التسمية باسم بعينه هو استلطاف ذلك الاسم، وإن كان لا يُستَلْطَفُ بعض من سمي به، فنحن مثلاً لا نحب الظالمين والمنحرفين، حتى لو كان اسمهم محمداً، وعلياً، وياسراً.. ولكننا نسمي أولادنا بهذه الأسماء، لأنها تدغدغ مشاعرنا، من جهات أخرى.. أو لأنها أسماء للأنبياء، والأوصياء، أو لغير ذلك من الأسباب.
خامسا- أسماء المخالفين لأهل البيت عليهم السلام كانت رائجة في ذلك الزمن، فما أكثر اسم عمر بين الصحابة وكذلك الحال بالنسبة لسائر الأسماء.
سادسا- فيما يتعلق بالتسمية باسم عمر مثلا، فالمروي في أحد الأخبار أنّ عمر هو من طلب من أمير المؤمنين عليه السلام أن يسمّي ابنه باسمه!
سابعا- ورد أن علياً «عليه السلام» قال عن سبب تسميته لولده بعثمان: إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون ففي زيارة الناحية المقدسة: ((السلام على عثمان بن أمير المؤمنين سمي عثمان بن مظعون... )) (المزار للمشهدي ص 489).
ثامنا- هناك نصوص تؤكد على: أن الأمهات كنَّ يسمين أولادهن، ويخترن الأسماء التي تروق لهن، كأسماء الآباء أو الإخوة، أو غير ذلك.
دمتم موفقين لكل خير.