ما هو تفسير قوله تعالى "وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ "؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا مقطعٌ من الآية المعروفة بآية الوضوء، وهو المقطع الدالّ على وجوب مسح الرأس والرجلين.
وقد يقال: إذا كان الواجب هو مسح الأرجل فلماذا جاءت لفظة (أرجُلَكم) منصوبة؟ ألا يدلّ هذا على أنّ الواجب غسلها، حيث تكون معطوفةً على لفظ (وجوهكم) في الجملة السابقة: فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ، ولو كان الواجب مسح الأرجل لجاء لفظ (أرجلكم) مجرورًا عطفًا على (رؤوسِكم).
ويمكن الإجابة عن هذا بجوابين:
الأول: أنّ ثلاثةً من القراء السبعة قرأوا بالجرّ، وهم: ابن كثير، وحمزة، وأبو عمرو.
وقرأ شُعبة ـ وهو أحد راويي قراءة عاصم ـ بالجرّ.
وبهذا تكون القراءات متعادلةً في النصب والجرّ، فثلاثة قرأوا بالنصب مضافًا إلى أحد راويَي عاصم (حفص). وثلاثةٌ قرأوا بالجرّ مضافًا إلى أحد راويَي عاصم (شُعبة).
الثاني: أنّه على قراءة النصب، الأقرب أن يكون لفظ (أرجلَكم) معطوفًا على محلّ لفظ (رؤوسكم)؛ فإنّ الفعل (امسحوا) يتعدّى إلى المفعول به بنفسه، فالباء الداخلة على لفظ (رؤوسكم) زائدة، فتعرب لفظة (برؤوسكم) هكذا: الباء حرف جرّ زائد، رؤوسكم: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا. وحينئذٍ يقال: إعراب لفظ (أرجلَكم) هكذا: معطوف على محلّ (رؤوسكم) منصوب.
وقد ذكر هذا بعض علماء السنة (القائلين بأنّ الثابت في الأرجل هو الغسل لا المسح) ومنهم صاحب الدرّ المصون (وهو كتاب في الإعراب)، قال: (يجوز أن يكون النصب على محلِّ المجرور وكان حكمُها المسحَ ولكن نُسِخ ذلك بالسنَّة وهو قولٌ مشهورٌ للعلماء).
وقال الفخر الرازي: «وأما القراءة بالنصب فقالوا أيضا: إنها توجب المسح، وذلك لأن قوله وامسحوا برؤسكم فرؤوسكم في النصب ولكنّها مجرورة بالباء، فإذا عطفت الأرجل على الرؤوس جاز في الأرجل النصب عطفًا على محل الرؤوس، والجر عطفا على الظاهر، وهذا مذهب مشهور للنحاة» [تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير» (11/ 305)].
ولذلك ذهب بعض العلماء الكبار منهم إلى أنّ المكلّف مخيّر بين الغسل والمسح. «وقال الحسن البصري ومحمد بن جرير الطبري: المكلّف مخيّر بين المسح والغسل» [تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير» (11/ 305)].
وأمّا الكعب فهو المفصل بين الساق والقدم [الوجيز في أحكام العبادات - الخامس من أجزاء الوضوء + أجوبة الاستفتاءات، س106، س111].
دمتم موفقين لكل خير.