وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود من مخالفة الدعاء للسنن الطبيعية والتكوينية أن يكون الدعاء مخالفا لأهداف التكوين، كما لو دعا الإنسان بالخلود في الدنيا أو بعودته إلى سنّ الطفولة مثلا فمثل هذه الأدعية لا تكون تطبيقات حقيقية للدعاء.
وأما الدعاء بطلب الرزق وبالتوسعة على النفس والعيال فلا اشكال فيه، بل قد ورد عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) قوله: " أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى سِلَاحٍ يُنْجِيكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ يُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ "(1).
وورد عن َ عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّكُمْ لَا تَقَرَّبُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَا تَتْرُكُوا صَغِيرَةً لِصِغَرِهَا أَنْ تَدْعُوا بِهَا إِنَّ صَاحِبَ الصِّغَارِ هُوَ صَاحِبُ الْكِبَارِ (2).
وعن ْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: ادْعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ فِي الْمَكْتُوبَةِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ وَ يَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ ارْزُقْنِي وَ ارْزُقْ عِيَالِي مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (3).
كما روي عن معاوية بن عمار قال: سألت الصادق (عليه السلام) أن يعلّمني دعاءً للرزق فعلّمني دعاءً ما رأيت أجلب منه للرزق قال: قل: اللّهُمَّ ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ الحَلالِ الطَيّبِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيباً بَلاغاً لِلدُنيا وَالآخِرَةِ صَبَّاً صَبَّاً هَنيئاً مَريئاً مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا مَنٍّ مِنْ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ إِلاّ سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعَ، فَإنَّكَ قُلْتَ إسْأَلوا الله مِنْ فَضْلِهِ؛ فَمِنْ فَضْلِكَ أسْأَلُ وَمِنْ عَطيتُكَ أسْأَلُ وَمِنْ يَدِكَ المَلاى أسْأَلُ(4).
وتجدون أمثال هذه الأدعية في كتاب مفاتيح الجنان.
دمتم موفقين لكل خير.
المصدر:
(1) الكافي (ط - الإسلامية)، ج2، ص: 468
(2) الكافي (ط - الإسلامية)، ج2، ص: 467
(3) وسائل الشيعة، ج6، ص: 372
(4) الكافي (ط - الإسلامية)، ج2، ص: 550