سلام عليكم،
هل ممكن أن يبتلى الإنسان المؤمن بالكآبة التي أحياناً توصل إلى المرض النفسي؟!!
هل ممكن أن يبتلى الإنسان المؤمن بالكآبة التي أحياناً توصل إلى المرض النفسي؟!!
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأمراض النفسية تنقسم إلى قسمين:
القسم الاول: هي أمراض نفسية بيلوجية، تنشأ نتيجة خلل في الإفرازات الهرمونية في البدن أو نتيجة عامل الوراثة.
وهذا القسم من الأمراض لا علاقة للدين والإيمان به، فهو عام ويصيب المؤمن وغير المؤمن.
القسم الثاني: هي أمراض ناتجة عن الضغوط الاقتصادية أو الاجتماعية أو الخلافات الأسرية وغيرها، وهي تشترك أيضًا بين المؤمن وغيره المؤمن(1).
وعليه فالمؤمن معرّض كغير المؤمن للإصابة بالأمراض النفسية كما هو الحال في الأمراض الجسدية أيضًا.
ويكفي للوقوف عند هذه الحقيقة مراقبة حالات الإصابة بالوسواس القهري الذي هو اضطراب نفسي له أسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية. وقد عملت الشريعة المقدّسة على علاجه حيث لا يقل العلاج الديني للوسواس القهري أهمية عن العلاج المعرفي السلوكي أو الدوائي، وهو العلاج القائم على التعاليم الدينية السمحة الميسرة(2).
وبالوقوف عند روايات البلاء للمؤمن، يتضح هذا الأمر بشكل جلي وواضح، فقد نصّت الروايات أن أشدّ الناس بلاءً في الدنيا هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ومن هذه الروايات ما ورد عن الصادق (ع) : إنّما المؤمن بمنزلة كفّة الميزان ، كلّما زِيد في إيمانه زِيد في بلائه. (المصدر: الكافي 2/254)
وما ورد عن الباقر (ع) : إنّ الله تبارك وتعالى إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتّا ، وثجّه بالبلاء ثجّا ، فإذا دعاه قال : لبيّك عبدي !..لئن عجّلتُ لك ما سألتَ إني على ذلك لقادر ، ولئن ادّخرتُ لك فما ادّخرتُ لك خير لك .(الكافي 2/253)
نعم، هناك نكتة مهمة وهي ان من الثابت ان الايمان يخلق حالة عالية من الاستقرار النفسي والروحي (ِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب)[6] ومن الواضح مع وجود الاستقرار النفسي تقل الامراض النفسية بنسبة عالية حسب قوة الايمان وصلابة المؤمن ورقيه الروحي، ومن المعلوم ان المؤمنين علي درجات متفاوته، فقد يصاب المؤمن الضعيف بنوع من المرض النفس ويثاب عليه قطعا.
دمتم موفقين لكل خير
(1) د. ممتاز عبدالوهاب، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي.
(2) د. محمد المهدي، استاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر
(3) موقع الحوزة الإعلامي - يصاب المؤمن بأمراض نفسية.
(4) القلق في حياتنا