ما المقصود بذكر القلوب؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إنَّ النفس الانسانية وإن كانت واحدة ولكن يتحكم فيها قطبان أساسيان، هما العقل والقلب، فالعقل هو مصدر التفكر والاستدلال، والقلب هو منشأ الرغبة والحب والانفعال، فإذا اتّحد العقل والقلب وتطابقا يشعر الانسان بالأُنس والسعادة وذلك مسبب عن الانسجام الحاصل بينهما.
وإذا اختلفا، بأن كان العقل مثلا يأمر بشيء والقلب يهوى خلافه، يعيش الانسان حالة الشقاء والبؤس.
أما ذكر الله تعالى واستحضار اسمائه وصفاته، فهو تارة بالعقل وطورا بالقلب:
فالذكر بالعقل حينما يستذكر الانسان صفة الحكيم مثلا التي تعني أن الله تعالى يضع كل شيء موضعه المناسب، ويغوص في ملازمات ذلك ونتائجه، فيعلم أن الله تعالى لما كان حكيما فلا بدّ وأن يكون الانسان قد خلق لغاية وهدف ألا وهي كماله، فمثلا، يستحضر تلك المعاني ويبني عليها، ثم قد يحصل أن يتأثر القلب بذلك الذكر وذلك عندما يجد الانسان نفسه منجذبة ويملؤها الشعور بالانشراح والسعادة، فتجليات ذكر القلب هو ذلك الشعور بالانس والانشراح والحياة، لذا قال أمير المؤمنين عليه السلام : في الذكر حياة القلوب (غرر الحكم ودرر الكلام ص476)، فذكر القلب هو حالة وجدانية ذوقية يشعر بها الانسان عندما يأتي على ذكر الله تعالى، وتقوى هذه الحالة الوجدانية كلما تخلصت النفس من تعلقات الجسد وحب الدنيا.
دمتم موفقين لكل خير