تاخير الزوجة للصلاة

Question

السلام عليكم
هل يؤثم الزوج اذا كانت زوجته ممن يؤخرون الصلاة عن وقتها وهنا يجبر الزوج ان يعاملها بقسوة من اجل ان تواظب عليها دون تاخير؟
نصيحتكم لو سمحتم ماجورين.

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آية الله العظمى السيد السيستاني (حفظه الله):

إن كان المراد كون الزوجة تؤخر الصلاة عن أوّل وقتها لكنها تصليها قبل إنقضاء الوقت، فهنا لا شيء عليكم حيث لا يلزم المكلف شرعاً بأداء الصلاة في أوّل وقتها.

وأمّا إن كان مرادكم أنّها تؤخر الصلاة حتى بعد خروج الوقت بحيث تصبح الصلاة قضاءً، فهذا الفعل منها محرّم ويجب نهيها عن المنكر فيجري عليها ما يجري على غيرها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي كالتالي:

المرتبة الأولى: أن يأتي المكلّف بعمل يظهر به انزجاره القلبيّ وتذمّره من ترك المعروف أو فعل المنكر، كإظهار الانزعاج من الفاعل أو الإعراض والصدّ عنه أو ترك الكلام معه أو نحو ذلك من فعل أو ترك يدلّ على كراهة ما وقع منه.

المرتبة الثانية: أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقوله ولسانه سواء أكان بصورة الوعظ والإرشاد أم بغيرهما.

المرتبة الثالثة: أن يتّخذ إجراءات عمليّة للإلزام بفعل المعروف وترك المنكر، كفرك الأذن والضرب والحبس ونحو ذلك. والأحوط لزوماً استحصال الإذن من الحاكم الشرعي في إعمالها، ويتدرّج فيها من الإجراء الأخفّ إيذاءً إلى الإجراء الأشدّ والأقوى من دون أن يصل إلى حدّ الجرح أو الكسر.

بقي أن نشير إلى بعض الملاحظات:

الأولى: المختار أنّ المرتبتين الأُوليين في درجة واحدة فيختار الآمر أو الناهي ما يحتمل كونه مؤثّراً منهما وقد يلزمه الجمع بينهما.

الثانية: لكلّ مرتبة من هذه المراتب درجات متفاوتة شدّة وضعفاً، فيجب مراعاة ما هو أكثر تأثيراً وأخفّ إيذاءً، ثُمَّ التدرّج إلى ما هو أشدّ منه.

الثالثة: يتأكّد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقّ المكلّف بالنسبة إلى أهله، فيجب عليه إذا رأى منهم التهاون في بعض الواجبات - كالصلاة أو الصيام أو الخمس أو بقيّة الواجبات - أن يأمرهم بالمعروف على الترتيب المتقدّم، وهكذا إذا رأى منهم التهاون في بعض المحرّمات - كالغيبة والكذب ونحوهما -، فإنّه يجب أن ينهاهم عن المنكر وفق الترتيب المارّ ذكره.

نعم، لا يجوز على الأحوط وجوبا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنسبة إلى الأبوين بغير القول الليّن وما يجري مجراه من المراتب المتقدّمة.

وهناك بعض التفاصيل الأخرى تراجع في المصادر المذكورة أدناه.

المصدر: منهاج الصالحين ـ الجزء الأول الفصل الثالث: أوقات الفرائض والنوافل + المسائل المنتخبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

---

آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله):

إن كان المراد كون الزوجة تؤخر الصلاة عن أوّل وقتها لكنها تصليها قبل إنقضاء الوقت، فهنا لا شيء عليكم حيث لا يلزم المكلف شرعاً بأداءالصلاة في أوّل وقتها.

وأمّا إن كان مرادكم أنّها تؤخر الصلاةحتى بعد خروج الوقت بحيث تصبح الصلاة قضاءً، فهذا الفعل منها محرّم ويجب نهيها عن المنكر فيجري عليها ما يجري على غيرها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي كالتالي:

المرتبة الأولى: أن يأتي المكلّف بعمل يظهر به انزجاره القلبيّ وتذمّره من ترك المعروف أو فعل المنكر، كإظهار الانزعاج من الفاعل أو الإعراض والصدّ عنه أو ترك الكلام معه أو نحو ذلك من فعل أو ترك يدلّ على كراهة ما وقع منه.

المرتبة الثانية: أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقوله ولسانه:

ولو احتمل حصول المطلوب بالوعظ والإرشاد والقول الليّن يجب ذلك ولا يجوز التعدّي عنه.

المرتبة الثالثة: في زمن بسط يد الحكومة الإسلامية يمكن إرجاع ما بعد مرتبة الأمر والنهي اللساني من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى السلطة الانتظامية والقضائية، لا سيما في الموارد التي لا بد في الحيلولة دون وقوع المنكر فيها من إعمال القوة بالتصرّف في أموال فاعل المنكر، أو بإجراء التعزير على شخصه، أو حبسه ونحو ذلك، فلهذا يجب على المكلَّفين الاقتصار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأمر والنهي اللسانيين وإرجاع الأمر عند الحاجة لاستخدام القوة الى المسؤولين المختصين في القوات الانتظامية والقضائية، وهذا لا يتنافى مع فتاوى الإمام الراحل (قدّس سرّه) في ذلك. وأما بالنسبة الى زمان أو الى مكان لا يكون فيه للحكومة الإسلامية سلطة ولا بسط يد، فإن في مثله يجب على المكلَّفين (عند توفر الشرائط) التدرج في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مرتبة الى مرتبة لاحقة حتى يحصل الغرض منهما.

بل يشمل الحكم كل بلد يسوده نظام وحكم إسلامي مهتم بهذه الفريضة الإسلامية.

بقي أن نشير إلى بعض الملاحظات:

الأولى: يجب الترتّب بين هذه المراتب، فإن كان إظهار الإنكار القلبيّ كافياً في الزجر اقتصر عليه، وإلّا أنكر باللسان، فإن لم ‏يكفِ ذلك أنكره بيده.

الثانية: لكلّ مرتبة من هذه المراتب درجات متفاوتة شدّة وضعفاً، فيجب مراعاة ما هو أكثر تأثيراً وأخفّ إيذاءً، ثُمَّ التدرّج إلى ما هو أشدّ منه.

الثالثة: يجب على المكلف تجاه أبويه اللذين لا يهتمان بتكليفهما الدينيّة لعدم اعتقادهما الكامل بها، أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر بلسان ليّن مع المحافظة على احترامهما كوالدين.

وهناك بعض التفاصيل الأخرى تراجع في المصادر المذكورة أدناه.

المصدر: رسالة في الصلاة والصوم - أوقات الصلاة +  أجوبة الاستفتاءات، س1064، 1070 + استفتاء خاص + تحرير الوسيلة + الأحكام الفقهية الميسرة، مسألة 2173.

دمتم موفقين لكل خير