سمعت من علماء كثر، أن الله خلقنا بواسطة آل البيت ع. ولكني لم أستمع إلى محاضرات كاملة في هذا الشأن. أرجو توضيح المراد من مثل هذه المقولة، ودليلِها، ومن اتبعها من علمائنا العظام ومن ردّها.
أفيدونا أفادكم الله
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنّ الله تعالى هو الخالق المؤثر في هذا الوجود، ذلك أنَّ كل عالم ما سوى الله تعالى ليس إلا متعلق الذات والوجود به تعالى، فقير إليه، لا يستقل عنه بوجه، فالله هو المفيض المستقل، ولا يوجد موجود على الاطلاق يمتلك قدرة في عرض قدرته تعالى.
غايته أن بعض العوالم تقع في طول بعض العوالم الأخرى بحيث يشكّل الموجود الأسبق بحسب الترتيب الوجودي معدًّا ومهئيًّا لحصول الفيض الالهي للموجود الذي دونه، فيكون هو تعالى المفيض والمعطي، إلا أنّ بعض الموجودات يتوقف وجودها على تحقّق وسائط وشرائط كي توجد، وذلك لقصور فيها، فتحتاج لما يتمّم لها قابليتها وتكون تلك الواسطة شرطًا في تحققها، لا أنّها هي المفيضة لها.
ولنضرب لذلك مثالا: كما لو أراد شخص أن يكتب موضوعًا على ورقة فهو المفيض والمنتج لها، غايته حتى تتحقّق الكتابة تحتاج الى أداة وهي القلم، فهو شرط لتحققها، وبحسب الاصطلاح المنطقي (ما به الوجود)، وأما (ما منه الوجود) فهو الكاتب نفسه.
وبما ذكرناه يتضح انهم عليهم السلام وسائط في الفيض الالهي، فالفيض منه تعالى وهم شرطٌ في تحققه، وبهم - لا منهم - يترشّح وجود ما سواهم.
وهذا الذي ذكرناه لا لبس ولا شك فيه قرآنيا وروائيا وفلسفيا وهو محل قبول عند أكثر علمائنا.
دمتم موفقين لكل خير