هل نظرية التطور نظرية منطقية او تملك شيء منه ولكن التهمها وسرقها الإلحاد كشيء منطقي يستند عليه كي يثبت مصداقيته اي ان الإلحاد استخدمها لصالحه رغم ان لا توجد علاقة بينهما ، ام انها غير صحيحة و الدين لا يعترف قطعًا بالتطور ؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoالسلام عليكم ورجمة الله.
لا شك أنّكم تسألون عن نظرية التطور بمعناها الشائع، أو ما يسمى بالنظرية الدارونية.
مع قطع النظر عن منطقية أو عدم منطقية هذه النظرية، وعن أنّها تبقى مجرد فرضية لم يثبتها العلم بالقطع واليقين، إلا أنه مما لا شك فيه أنها لا تثبت ما يرومه من يمكن أن يتمسك بها من الملحدين من انكار وجود الله تعالى؛ لأنها تبقى عاجزة عن أن تجيب عن السؤال المركزي والأهم وهو : من أوجد العنصر الاول الذي انطلقت منه عملية التطور هذه؟ وبتعبير آخر من هي العلة الأولى أو علة العلل كما يعبرون.
على أنّ هذه النظرية مرفوضة من وجهة نظر دينية حيث إن للدين مطالعة مختلفة حول أصل وجود الانسان على الأرض وهذه النظرية مستفادة من المصدر الأساس في الديانة الإسلامية والذي يشكل نصا قطعيا لا لبس فيه وهو القرآن الكريم، كلام الله تعالى، فإنه ووفقا لنص القران الكريم فإن أول إنسان وجد على هذه البسيطة كان انسانا تام الخلقة وكامل الاهلية الانسانية، ومخاطبا ومعلما من قبل الله عز وجل، حتى صار مسجودا للملائكة، بل كان نبيا من انبياء الله تعالى وهذا ما يمكن استفادته بوضوح من الايات المباركة من سورة البقرة :
من قوله تعالى :
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون * وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ "
الى ان يقول الله تعالى :
"قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ".
وبعبارة أخرى فإن أقصى ما يمكن أن يُقال: إن نظرية التطور هذه تتنافى مع ما أثبتته النصوص الدينية القطعية حول أصل إيجاد الانسان، وإذا كان من مجال للنقاش في هذا التنافي فإنه يقف عند حدود إثبات أو نفي النظرية لعدم قيام الدليل عليها، أو تأويل النصوص الدينية بما يتناسب مع الفرضية إذا ثبتت بالقطع واليقين، إلا أنّه لا علاقة لكل هذا بمسألة إثبات أو إنكار وجود الله تعالى، فإنّ هذا شيء وذلك شيء آخر تماما.
ولمزيد من الفائدة ننصح بمطالعة كتاب الدوافع نحو المادية للشهيد مطهري وخصوصا كلامه عن " التوحيد والتكامل " ابتداء من ص ٦٢ من الكتاب .
دمتم موفقين لكل خير.