تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
record_voice_over صوت
edit كتابة
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم
كيف نكتسب القيم الأخلاقية؟ وما هي الدوافع والطرق لذلك؟
thumb_up_off_alt 2 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، 

بناء على الأدلة الشرعية، إنّ أساس القيمة في الرؤية الإسلامية هي الإيمان والتقوى، فالإيمان كالنبع يفيض من القلب ويجري نحو الأعضاء والجوارح، ويتجلّى على صورة أعمال صالحة وحسنة، وجذور التقوى في القلب تنشأ بدورها من الإيمان وتتغذى منه، فالإيمان هو المنشأ للقيمة الأخلاقية.

وعليه، فإنّ بداية تحصيل القيم الأخلاقية يبدأ مع بداية التحلّي بالإيمان، فالمؤمن إيمانه يدفعه إلى أن يكون خلوقا وهو الدافع له إلى هذا التخلق والأدب، لذا علينا أن نسلّط الضوء على مسألة التحلي بالإيمان إن أردنا أكتساب القيم الأخلاقية، ومسيرة الإيمان تبدأ من نقطة الخروج من حالة الغفلة والإرتقاء إلى مرحلة الوعي، والالتفات إلى أنّ هناك مصيرا وأنّ أمامنا طرقا مختلفة لكيفية العيش وعلينا أن نحدّد الصحيح منها ونتّبعه.

بناءً على ذلك لا ندخل في دائرة الإيمان ولا في دائرة الإنسانية بالتبع ما لم نخرج من الغفلة، فانظر إلى قوله تعالى:

{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}الروم 7.

فأول المسيرة هو الاستيقاظ من الغفلة عن حياتنا الأبدية، لأن الداعي إلى التخلق واكتساب القيم هو ذلك الإيمان وتلك السعادة الأبدية المنشودة، فإن العديد من القيم الأخلاقية تتوقف على مسألة عدم النظر إلى النفس وتوجيه النظر إلى الآخر، وما لم تتحقق عند الإنسان المسوغات لذلك الأمر فإنه لن يكون إلا طالبا لمصالحه ولو كان متوجها إلى الآخر، وهذا وفقا للميزان الشرعي لا يعتبر خلقا ولا عملا قيّما، فالأخلاق عندنا مرهونة بالإيمان من حيث القيمة.

إذن، الخطوة الأولى أن نخرج من حالة الغفلة وأن نلتفت إلى وجود حقائق أخرى إلى جانب الإستجابة إلى الميول الغريزية، وأنّنا مسؤولون اتجاهها ولا بدّ لنا من العمل على وفقها وأنّ بمقدورنا القيام به، لذلك كانت دعوة الأنبياء إلى الذكر الذي من ثمراته إخراج الناس من الغفلة.{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}"الذاريات55".

الخطوة الثانية تبدأ بعد التوّجه إلى الآخرة وحقائق ذلك العالم أن يكون عند الإنسان العديد من الأسئلة، فعليه أن يحصّل العلم بها، ليبتعد عن الشكوك والظنون، لأن الشكوك والظنون لواقح الفتن ومكّدرات لصفو المنائح والمنن الإلهية، فلا يعيش الإنسان حالة صفاء داخلي إذا كانت تعتريه الشكوك غير المجابة، والجهل يعتبر من الرذائل الخلقية المتعلقة بالقوى العاقلة، لذا إن مسيرة العلم والتعلّم بنفسها تعالج رذائل هذه القوى، وهذه بحسب السير تبدأ بعد مرحلة الخروج من الغفلة لأن الإنسان سيكون عنده العديد من الأسئلة التي يجب أن يحصل على أجوبة عليها، وقد قدّمت الشريعة عبر الآيات والروايات سبل تحصيل اليقين وقدّمت الأدلة على التوحيد والمعاد والنبوة التي يجب على الإنسان أن يعلم بها كي يتّم دينه ويستقيم في مسيرة الإيمان، على أنّ العلم شيء، والإيمان شيء آخر، فالعلم هو مقدمة للإيمان وليس هو الإيمان، لوضوح أنّ الإنسان قد يكون عالما وليس مؤمنا، فنحن علينا أن نطلب العلم كي نصل إلى الإيمان، فانظر إلى قوله تعالى {يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}"الرعد:2"، ووقوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}"سبأ:46"، وقوله {أوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا في أنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ والأرْضَ وما بَيْنَهُما إلّا بِالحَقِّ وأجَلٍ مُسَمًّى وإنَّ كَثِيرًا مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ}"الروم:8".

فواضح من العديد من الأدلة أنّ القرآن الكريم يؤكّد بصورة مستقلة على الأصول والعقائد التي يجب إثباتها بالعقل، ويصر على التفكّر والتأمّل بشأنها، ونصل إلى هذه النتيجة وهي أنّ العلم مقدمة للإيمان، ومفتاح العلم هو التفكير الصحيح.

ثم إن لاحظنا جملة من الآيات القرآنية، مثل قوله تعالى:{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}"النحل:36"، وقوله عزّ وجل{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ}"الروم: 42"، وغيرها من الآيات الكريمات نجد بشكل واضح كيف أنّ القرآن الكريم يرّغبنا في التفكّر بشأن هذه الآثار ولا يكتفي بهذه الدعوة بل يقوم باستعراض وتكرار قصص الماضين وأفكارهم وسيرتهم وخصوصياتهم الأخلاقية وعاقبة أعمالهم وآثارها، والسبب الرئيس لذلك هو أن تترسخ في أذهاننا ونلتفت إليها في قلوبنا حتى لا نغفل عنها، والنتيجة هي أنّ هذا التفكّر يمكن أن يساعدنا على الإيمان، الذي بدوره يقتضي العمل الصالح ويحثّنا على القيام به، وينشأ لدينا الدافع القوي لممارسة الأعمال الصالحة وترك الأعمال القبيحة الحاصل من التأمل في عواقب هذه الأعمال عبر العقل وما قدّمه الشرع،  ليكون واضحا عندنا أن هذه الأعمال الصالحة توصلنا إلى السعادة الآخروية وتدخلنا الجنة وفي المقابل تكون الأعمال السيئة سببا لشقائنا ودخولنا جهنم، على أن لا يقف على هذا الحد بل يرتقي الإنسان كلما اقترب إلى فطرته أكثر إلى حب من يحسن إليه فتحيا محبة الله في قلبه فتصبح تلك المحبة هي أقوى الدوافع للصمود والتغلب على أهواء النفس فيبتعد بسببها عن أسباب الإنحطاط الأخلاقي ويكون ساعيا إلى التحلي بالفضائل لأنّ هذه الصفات أي الفضائل هي صفات محبوبه الذي هو الله تعالى، وهي الصفات التي تبعده عن النار وتقرّبه إلى الجنة، فيكون بذلك مكتسبا للقيم الأخلاقية.

دمتم موفقين لكل خير

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 1 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 2 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...