عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فإن جملة من الأعلام يعملون بكثير من المستحبات كما جاء ذلك صريحا في عدد من الكلمات
و لا ينظرون إلى سندها وسلكوا هذا الطريق معتمدين على قاعدتين:
القاعدة الأولى : تسمى ب قاعدة التسامح بأدلة السنن
واستدلوا للعمل بهذه الأخبار طبقا لما جاء عن أهل البيت الأطهار كمعتبرة صفوان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من بلغه شئ من الثواب على شئ من الخير فعمل به كان له أجر ذلك، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقله"
وكذلك هنالك أحاديث أخرى تنفع في المقام كمعتبرة هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من سمع شيئا من الثواب على شئ فصنعه كان له وإن لم يكن على ما بلغه.
القاعدة الثانية ما يسمى بقاعدة رجاء المطلوبية ولذلك نص جملة منهم في رسائلهم العملية على ذلك:
إذا علم أن الفعل الفلاني ليس حراماً ولم يعلم أنه واجب أو مباح أو مستحب أو مكروه يجوز له أن يأتي به لاحتمال كونه مطلوباً وبرجاء الثواب
راجع موقع السيد السيستاني مثلا.
وتجدر الإشارة أخيرا
إلى أنه قد اختلف الفقهاء في مفاد هذه الأخبار بين من أنكر دلالتها على شيء سوى الإرشاد إلى ما يحكم به العقل من الثواب على الانقياد ، فلا تتضمّن تشريعاً مولويّاً زائداً أصلًا، ومن ادّعى دلالتها على مسألة اصوليّة ذات أهمية كبرى فتفيد فائدة عظمى هي حجّية الخبر الضعيف إذا كان متضمّناً لبيان سنّة ومستحبّ من المستحبّات. ومن ادّعى أنّها تدلّ على استحباب العمل البالغ عليه الثواب بعنوانه الثانوي فيكون مفادها حكماً فقهيّاً ثانويّاً.
وهذه أبحاث تخصصية تبحث في الحوزة العلمية.
دمتم في رعاية الله و حفظه ودوام توفيقه