هل الأرض كرويه أم مسطحه وهل جأت لنا روايات في ذلك أم لا ؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فإن القرآن الكريم وروايات أهل البيت والمجاميع التي جمعت بها ليست كتبا للاستكشافات العلمية (وإن وجدت فيها أسرار واكتشافات) و إنما هي كتب هداية للبشرية
وما يصب في مصلحة هذه الهداية يبيّنه القرآن الكريم ويتحدث عنه أهل البيت كما حصل ذلك في قضية سؤالهم عن الأهلة
فقد سألوا الرسول صلى الله عليه وآله عن الهلال، فما باله يبدأ صغيراً ثم يكبر، ثم يتضاءل حتى يختفي،
فكان الجواب بفائدتها الدينية و أنها مواقيت للعبادات وليس ببيان حقيقتها.
وهذا ما يُسمى بعلم البلاغة بأسلوب الحكيم
وهو باختصار شديد:
تلقي المخاطب بغير ما يترقبه، إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد، إشارة إلى أنه كان ينبغي أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى.
وما تفضلتم به من هذا القبيل فإننا لم نجد فيما بين أيدينا من أحاديث تصرح بذلك
غايته أنه قد استظهر بعض العلماء من بعض الآيات و الروايات ما يدل على كرويتها
وسنضع بين أيديكم كلاما للمرجع الديني السيد الخوئي رحمه الله حيث يبين ببعض الكلمات أن الإمام ينبه السائل على وظيفته الدينية و هذا ما صدرنا به الحديث
فقال رحمه الله:
ومن الاسرار التي أشار إليها القرآن الكريم كروية الأرض فقال تعالى:
وفي أخبار أئمة الهدى من أهل البيت - عليهم السلام - وأدعيتهم وخطبهم ما يدل على كروية الأرض.
ومن ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال:
" صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر، وكنت أنا أصلي المغرب إذا غربت الشمس، وأصلي الفجر إذا استبان لي الفجر. فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع؟ فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا وتغرب عنا، وهي طالعة على قوم آخرين بعد.
فقلت: إنما علينا أن نصلي وإذا وجبت الشمس عنا وإذا طلع الفجر عندنا، وعلى أولئك أن يصلوا إذا غربت الشمس عنهم " .
يستدل الرجل على مراده باختلاف المشرق والمغرب الناشئ عن استدارة الأرض، ويقره الامام - عليه السلام - على ذلك ولكن ينبهه على وظيفته الدينية.
ومثله قول الإمام - عليه السلام - في خبر آخر: " إنما عليك مشرقك ومغربك ".
ومن ذلك ما ورد عن الإمام زين العابدين - عليه السلام - في دعائه عند الصباح والمساء:
" وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا، وأمدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد " .
أراد صلوات الله عليه بهذا البيان البديع التعريف بما لم تدركه العقول في تلك العصور وهو كروية الأرض...(1)
دمتم موفقين لكل خير.
المصدر: