ما تفسير السيد القائد ل :لأبكين عليك بدل الدموع دما؟
لان بعض المطبرين يستخدم هذه الجملة كدليل على التطبير
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب الإجمالي:
العبارة المذكورة جاءت على لسان صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) كما نسب له ذلك في الكلمات وجاء ذكره في المرويات وهنا نلتمس الفرصة لنقول حتى لو لم يثبت صحة هذا المروي سنداً فهذا لا يؤثر شيئا عليه دلالةً، وذلك لورود نفس المضمون من أئمتنا في كتبنا وبسند معتبر:
كقولهم عليه السلام :إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا. [أمالي الصدوق : 190]
ومعه فمن حاول التشكيك بهذه الفقرة و رفضها متمسكاً بضعف سندها لا ينفعه ذلك لوجود مضمونها بسند معتبر كما ذكرنا.
وما جاء في الكلمات من شرح هذه العبارات يتحمور حول أمرين نذكرهما إجمالا ثم نأخذ بالكلام حولهما تفصيلا:
أولهما التمسك بظاهر العبارة وهو أن الإمام بكى على جده حزناً عليه حتى سالت الدماء من عينيه وأقرح جفنه بمعنى جرح.
ثانيهما أن مثل هكذا ألفاظ لا تحمل على المعاني الحقيقة وإنما تحمل على المجازية.
الجواب التفصيلي
بيان الوجه الأول: أنَّ صاحب الأمر سيبكي على جده حتّى لو أورث البكاء تقرّح الجفون وخرج الدم جرّاء ذلك .
ويرفض أصحاب هذا المسلك الحمل على المجازية لافتقاره إلى القرينية و هي مفقودة فإن الأصل في المعاني حملها على الحقيقة حتى يدل على المجاز قرينة
ويترتب على ذلك فائدة وهي جواز البكاء أو رجحانه تأسيا بإمام زماننا ولهذا القول شواهد يمكن لقائله أن يتمسك بها من قبيل أنَّ كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام فهو ظاهر في أنّ كلّ أقسام البكاء في حقّ الحسين (عليه السلام) ومنه بكاء القائم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) أي البكاء الشديد المستلزم لتقرح الجفون ، ليس مكروهاً ، وبالتالي فهو إمّا مستحبّ أو جائز.
بل ذهب المثبتون إلى أمر أكثر من ذلك وهو أننا رأينا إجماع جهابذة فقهاء الإماميّة قدماء ومتأخرّين، على استحباب البكاء الشديد المستمر على الحسين (ع) ولو تقديراً ؛ إذ لم نعثر في كلماتهم على تقيد البكاء عليه (ع) بعدم تقرّح الجفون وخروج الدم ؛ يشهد لذلك السيرة المستمرّة ، خلفاً عن سلف ، القاضية بمدح البكّائين على الحسين ، مهما بلغت درجة البكاء من شدّة،
وهذا ما نشاهده من سيرة أئمتنا كالامام السجاد او الامام الرضا عليهما السلام.
بيان الوجه الثاني:
ان الامام لم يكن في مقام إرادة المعنى الحقيقي للفظ الدم او تقرح العيون وإنما هو في مقام الكناية عن شدّة حزنه وتألمه وعظيم هول الفاجعة أمام مصيبة جده التي لا مصاب مثلها ، ومن هنا وبما أن العرب تستعمل هذا التعبير للكناية عن ذلك، فإن الحزن إذا بلغ مبلغاً عظيماً أصبحت العين معه حمراء كأنها تقطر دماً.
وليس المراد أن الدم قد نزل فعلا من عينه أو أنه يدعو شيعته للبكاء للوصول إلى حد الإدماء، وإنما كأنه أراد أن يقول إنّ هذه المصيبة تستحق أن تنزل عليها الدماء من العيون بدل الدموع.
ملاحظة أولى أخيرة ذكرتم في السؤال أنكم تريدون رأي السيد القائد حفظه الله، ونود لفت نظركم إلى أن كثيرا من مراجع التقليد ينشغلون بالأجوبة عن اسفتاءات العباد و إدارة شؤون البلاد ومثل هكذا أمور توكل لجملة من المحققين فلكل دوره وتخصصه على أننا لم نعثر فيما بين أيدينا من مصادر على تفسير لسماحته حفظه الله لمثل هكذا روايات فنلتمس منكم العذر.
ملاحظة ثانية ذكرتم في السؤال أيضا الجواب عمن ربط الرواية بالتطبير، وهنا نقول إن مثل هكذا استدلالات تحتاج إلى نظر الفقيه العارف بمدارك الأحكام التي بني عليها الإسلام
وليس من شأننا التعرض لها او لا يحق لنا إبداء الرأي حولها .
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين