السلام عليكم
مامعنى قوله تعالى النبأ العظيم في الروايات
مامعنى قوله تعالى النبأ العظيم في الروايات
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فإن العلماء فرقوا بين مصطلحي التفسير و التأويل والأول يتكفل ببيان المعنى اللغوي وما يظهر من الآيات طبقا للقواعد العرفية والجمع بين الآيات
فالمفسر وظيفته كشف الغوامض والأستار عن ظاهر القرآن بمعونة شرح الالفاظ والتفقّه في موارد اللغة
وأساليب أخرى مذكورة في قواعد التفسير.
و الثاني ببيان المصداق الأبرز طبقا لما أشارت له الروايات عن أهل البيت الشرفاء
أو فقل هو تطبيق المفاهيم والآيات في الخارج، أي تعيين المصاديق الخارجيّة لمعاني الآيات.
ولقد أجاب العلامة في الميزان عن الجنبة الأولى حيث قال:
والمراد بالنبأ العظيم نبأ البعث والقيامة الذي يهتم به القرآن العظيم في سوره المكية ولا سيما في العتائق النازلة في أوائل البعثة كل الاهتمام.
ويؤيد ذلك سياق آيات السورة بما فيه من الاقتصار على ذكر صفه يوم الفصل وما تقدم عليها من الحجة على أنه حق واقع.
وقيل: المراد به نبأ القرآن العظيم، ويدفعه كون السياق بحسب مصبه أجنبيا عنه وإن كان الكلام لا يخلو من إشارة إليه استلزاما.
وقيل: النبأ العظيم ما كانوا يختلفون فيه من إثبات الصانع وصفاته والملائكة والرسل والبعث والجنة والنار وغيرها، وكأن القائل به اعتبر فيه ما في السورة من الإشارة إلى حقية جميع ذلك مما تتضمنه الدعوة الحقة الاسلامية.
ويدفعه أن الإشارة إلى ذلك كله من لوازم صفة البعث المتضمنة لجزاء الاعتقاد الحق والعمل الصالح والكفر والاجرام، وقد دخل فيما في السورة من صفة يوم الفصل تبعا وبالقصد الثاني(1).
فإن من الواضح عندنا و يعد من المسلمات في مذهبنا طبقا لما جاء في مروياتنا عن أئمتنا عليهم السلام:
أن المصداق البارز للنبأ العظيم هو سيدنا أمير المؤمنين
كيف لا و قد نقل لنا صاحب البحار عن سيدنا الكرار أنه قال: (ما لله آية أكبر مني، ولا لله من نبأ عظيم أعظم مني)(2)
وورد في بعضها أنه الولاية
كما جاء في الكافي الشريف
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: " عم يتساءلون عن النباء العظيم " قال: النبأ العظيم الولاية، وسألته عن قوله " هنالك الولاية لله الحق " قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (3)
جعلنا الله و إياكم بحبله من المتمسكين
وعلى نهجه سائرين بحق سيدنا محمد و آله الميامين
المصدر:
1) تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٩
